نبذة تاريخية

نبذة تاريخية

مدينة المرج فى التاريخ :

تقع مدينة المرج على الهضبة الثانية في منطقة الجبل الأخضر بين مدينتي بنغازي غرباً والبيضاء شرقاً، وتحيط بسهلها الزراعي الفسيح جبال قليلة الارتفاع. وهي مدينة حديثة وصغيرة يزيد عدد سكانها والمناطق المحيطة بها على مئة ألف نسمة. وقد اكتمل بناؤها عام 1970 ف، بالقرب من موقع المدينة القديمة التي دمرها زلزال قوي يوم 21/2/1963 ف. وهي مدينة يسودها مناخ البحر المتوسط وتحيط بها الأراضي الزراعية التي تنتج  أنواعا من المحاصيل، وتمتاز بخضرتها وعذوبة مياهها واعتدال جوها عموماً، حتى أننا يمكن أن نُسميها مدينة الربيع الدائم،وأهلها عرب يتميزون بقيمهم العربية النبيلة من الكرم والمروءة والبساطة والطيبة.

والمرج على صغرها،  مدينة عريقة تجري في عروقها دماء حضارات عظيمة، وشهدت فترات ازدهار كبير كما شهدت كوارث وأهوالاً ليس لها مثيل، لكنها ظلت صامدة تنبض بالحياة منذ حوالي ثلاثة آلاف سنة.

أسمها القديم هو برقا أو برقة، وكان أهلها من “الليبو” أهل ليبيا القدماء الذين اشتهروا بعلاقاتهم الوطيدة والمعقدة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً مع الفراعنة المصرين وساهموا هم وسكان المدن الليبية القديمة في هذه المنطقة، في الحضارة المصرية مساهمة فاعلة، وكانت إحدى الأسر الفرعونية التي حكمت مصر منهم. سماها الإغريق (( باركا أو بارتشي )) حين استوطنوها اعتباراً من القرن السابع قبل الميلاد ، وكانت مركزاً ثقافياً وتجارياً مهماً، وكان أبناؤها مقاتلين أشداء  ورياضيين يشتركون في الألعاب الأولمبية الإغريقية كل عام ويفوزون بالجوائز والكؤوس التي وُجد بعضاً منها في القبور الأثرية المكتشفة فيها. وقد تعرضت المدينة في العصر البطلمي العام 510 قبل الميلاد إلى مذبحة شنيعة تحدث عنها هيرودتس أبو التاريخ في كتابه مطولاً، فقد حاصرها الفرس وقاموا بذبح أكثر أبنائُها رجالاً ونساءً وأطفالاً، وأخذوا الباقون أسرى إلى بلاد فارس حيث أسسوا مدينة صغيرة لهم سمّوها برقة أيضاً إحياء لمدينتهم الأم. ولكن المرج سرعان ما استردت عافيتها واستعادت نفوذها السياسي والاقتصادي الذي حاربت من أجله القرطاجيون وانتصرت عليهم. ثم تعرضت للغزو بعد وفاة الإسكندر الأكبر، وقد تمكنت من دحر الغزاة بمساعدة المدن البرقاوية الأخرى. ومرت على المدينة فترات من الأزمات والحروب والصراعات السياسية بين البطالمة في مصر والإغريق وغيرهم حتى جاء الرومان ليستوطنوها في القرن الثاني قبل الميلاد ويسيطروا على مواردها وثرواتها. وإلى هذا العهد يرجع اختفاء نبات السيلفيوم الأسطوري الذي كان ينمو في أرض برقة، وتنسب له قدرة غريبة على شفاء الأمراض، حيث احتكر الرومان جنيه وتصديره ومنعوا أهالي برقة من الانتفاع به، ومارسوا من أجل الحصول عليه ممارسات غاية في القسوة

Share This